2010/05/10

انحدار قلب ( مطلوب الهبوط للمساواة ) (5)


لم يكن في حياتي كلهــا رغم كثافة اهمالتها  تجربة اكثر عشوائية من هذه المرة التي ليس فيها سوي  الهروب حتي من نفسي 
اوقعني القدر في اضطرار الاتصال بمن عرفته صدفة من عدة ايام قليلة .. كنت قد وعدته (كاذباً )  باللقاء حين نزولي للاسكندرية 
ولم يكن وعدي الا خلاصاً من مكالمة طويلة جداً .. حاول خلالها ان يعرف عني كل الاشياء واصعبها واردت ان اعرف ان ايضاً .. للعلم فقط.
الخلل الرهيب الحادث في نهاية تجربتي الثالثة .. ادي لمحاولات التعلق بهذا الامل الضعيف .. وحينما ابتعد القمر عن سمائه واوشكت الساعة علي الثانية صباحاً
وجدتني اتصل به شارحاً في كلمتين ما حدث لي وما اطلبه ايضاً ، وجدته مرحب جداً بي وطلب انتظاري بالقرب من المحطة التي يسكن عندها .. وقبل الموعد اقترب مني شاباً طويل الشعر الاسود .. ابيض الوجه .. وجدت يديه ممدودة بالسلام .. كنت قد رايت له صورة فابتسمت ومشينا معاً .
ادخلني الي بيته وكان حذراً جداً من اي مواجهة بيني وبين امه واخوته وجلست كثيراً استمع لما يعيد مما يجب علي قوله ان سألني احداً .. وكان هذا يؤكد معني عدم مجئ اصدقاءه هنا ابداً.
كانت حجرته  شديدة الظلام ومع هذا كانت كل حركاته مضطربه بشدة .. كثرت كلمات النصح بالهدوء مني انا لكن رعاشاته كانت اقوي من الكلام .
ثم بدء يحكي لي مواهبه وطفولته وعمله .. لكنه لم يذكر لي اياً من تجاربه ولم يسألني عن اي شئ في هذه الليلة ..
كان يريد ان يتكلم وكنت استمع قصته علي انغام نومي حتي الصباح .
ضوء الشمس الشديد المسلط من خلف النافذة الي وجهي ارغمني علي الاستيقاظ مبكراً وهو ايضاً 
كان سعيد جداً في كل نظراته وكنت انا متفائل  بيوم لذيذ سنخرج فيه بالمدينة الساحرة 
ابتدي يومنا بالشاطئ الخلاب وجلسنا بالساعات امامه نتحاكي ونضحك ..
لكنه سبق باطلاق همساته عن العشق والاشواق ولم ابادله التسرع في ذلك .
حكي لي عنه طويلاً فاستمعت واندهشت !! انه اول  مثلي حقيقي اقابله .. لكنه غير سوي 
انه لا يخشي النظرات ابداً .. لكني مهما ابتعدت اخشاها بشدة .. وظل هذا اختلافنا 
في الليل 
وعدني بنزهة لذيذة وفي جرين بلازا كانت النزهة
وفي الهواء كان يصرخ بالاشواق الملتهبة وكنت انظر لمن حولي .. 
وحينما نزلنا بدئت احكي تفاصيل عشقي الاول وتجارب اخري .. تمني ان نكون معاً الي الابد .. وعدته كذباً ومتهرباً ايضاً .. لكني بدئت امل الحاحه الطويل .. فجأني بحديثه عن  عدم امكانية  عودتي معه للمنزل الليلة واكد لي سهولة الجلوس في المسجد حتي الصباح !!!
دلني علي المكان ثم تركني وحيداً !!!
عودت الي سيدي جابر ( المحطة) ومن عندي كافي ( شمندورة ) وصيدلية العزبي نزلت النفق وفي المنطقة الاخري كان عشائي الذيذ من ( جاد) ثم السيبر النت الذي دخلته معه منذ عده ساعات .. ذهبت اقضي ليلتي .. ابحث عن يوماً اخر ابقاه في المدينة الساحرة .. ومضي وقتاً طويل تعرفت فيه علي مغامرون تمنوا لقائي وخفت من رجل طلبني بمخزن اعماله رامياً بكلام معسول وكأنني امرأة غبيه تقع في يد ذئب هائج!!!
ثم اخر شجع الجماعي واجله ليوم اخر لكني رفضت فانا ابحث عن نوم ليلتي بمكان أمن .. واخيراً عثرت علي ضالتي وكانت التجربة السريعة الخاطفة ( السادسة  والتي انتهت كما بدت بتركي وحدي اواجه مصيري .. او ابحث عن مصير اخر يكون هو مصيري وقدري المحدد من قبل .
لم اجد ذنباً جديد !!
وفي الفجر دخلت للنوم بالمسجد وانا  علي هذا الحال !!
فلم استطع ابداً حتي جاء من اخرجني في السادسة فاتصلت موكداً وجودي علي سلم عمارته .. اريد النوم !!
نزل لي سريعاً واخذني الي حجرته اسرع .. كثر اعتذاره وهمسه وكثرت ايضاً طلباتي بالسكوت حتي انام .
فقت بعد عدة ساعات مصراً علي ان اجد مكان للنوم والا ساعود الي بيتي منهياً هذه الرحلة السيئة ..
طوال نهارنا تناقلنا نبحث عن مكان وحينما وجدت مكانا جيداً اقترحت ان نعيش سويا اليوم هنا بلا اي  توتر لكي نقترب ونكتشف بعضنا اكتر .. تعلل بعدم امتلاكه اي مال .. تعجبت جدا من هذا الذي لم اعد اري منه سوي الاختلال والهروب .. اصبحت ابتعد عنه وعن كلماته التي ينظر لنا عليها الناس .. حتي وجدت مكان غير أمن لكنه افضل ما يمكن لي .
اردت ان ابتعد عنه .. احسست انه لا من كنت ابحث عنه .. انما هو يريد ان يجعلني مثله.. هابطاً الي الاسفل .. وما انا بباحث الا عن ناجي مما انا فيه ولو بخطوة واحدة .. خطوة قصيرة .. بسيطة  المدي .. ولو كانت مديدة الاوقات .
مضي اليوم  ثقيلاً لكنه اخيراً مر .. وكان وعدي له باللقاء صباحاً كي يبتعد عني .. وفي المكان المهمل بشدة نمت .. نمت وكأني لم انم .. منتبهاً جدا لمن يمكن ان يسرقني !!
في الصباح اخذت اشيائي ووجدت نفسي في اليوم الاخير لنهاية الرحلة .
كانت الهتافات العصيانية امامي في كل اتجاه تخرج قائلة ( خليك باليت) وكنت اتمني ذلك اليوم فعلاً لكني اليوم لا اجد لي بيتاً..
ذهبت لاجلس علي النت كثيراً في الصباح .. وفي الليل كان الشاطئ السعيد هو اجمل صديق .. جلست احكي واشكو له من اول الحبيب الاول الي صاحب قناع الحب القاتل .. ما هذا المثلي ؟؟ ما اقتناعه  بهذ الفكر الملئ بالالغاز ؟؟
افكار غبيه .. الحمد لله انني لست مثله !!
لكني شئ من السوء ويكفي
 في هذا اليوم كثر اتصل الاخير بي قلت له سافرت ثم اغلقت هاتفي وبدئت توديع المدينة الساحرة 
ذهبت اذكر مكان سعادتي وفرحي .. مكان حبي واعترافي .. مكان وحدنا في احلي ايام حياتي .. ثم ختمت رحلتي بفيلماُ سنيمائي كوميدي لنجمي المفضل .. لاتذكر اخر افلامي هنا .. كلنا في قلب alex
في احلي سنوات عمري .
وفي بيتي جائتني منه الرسائل تتمني سماع صوتي ورفضت حتي ان اسمع .. واجهته بكبيرة  ما يفعله وبعذاب الله  وبعذاب ضميري .. هاجمته واعترفت بهروبي منه .. ورفضت مجرد الصداقة معه .. ثم دعيت له بالهداية وتمنيت ان يصلي ..
وهكذا طننت انتهاء تجربتي الخامسة بينما الحق هو انتهاء فصلها الاول ليس سوي ذلك .
اما الفصل الثاني 
فقد كان بمرور ما يقل قليلاً عن عاماً ونصف 
وجودي علي ارض الاسكندرية  جعلني اتمني ان اري من عرفتهم وبالتأكيد لم يكن بعد هذه المده هو وحده من عرفني بالاسكندرية  .. شجعني علي ذلك ضيق وقتي فأنا اريد فقط لقاءه والكلام معه .. لم يبدي في مكالمتي له سوي الترحيب السعيد .. وفي مقابلتنا وجدت حديثه شديد التدين وافكاره كثيفة الانتشار .. حتي كلامه معي عن المحاماه وعن القانون .. تكلم عن داعية شاب رائع بالاسكندرية ( حاتم فريد ) وفي اشياء اخري طال الحديث.. ولم يقترب ابداً من الموضوع الاساسي .. تواعدنا علي اللقاء قريباً .. وكنت هذه المرة صادقاً لكنه كان فاتراً ,, وتعجبت جداً واندهشت ايضاً لكني لم افرح 
احسته متعالياً بالطاعة او كاذباً بدرجة تفوق العالية 
وهكذا كان فصل لقائنا التالي .
اما اخر الفصول
كانت في نهاية العام .. كان اكثر ترحيباً وسعادة .. كان اكثر ممانعة في الاحتياج .. كان هو الذي قد وجد حبيبه اخيراً 
كان ينتظر ضغطي وطلبت حجرة لنا فترددت خوفاً وترجع .
تمنيت ان احيي ليلة نهاية العام في ايهام السعادة .. خاصة بعد احداث  شديدة اليأس لعامي القادم بل ولأكثر من ثلاث سنوات .
واكمل ذلك احداث .. انهت امالي في حفلة احلامي مع ثورة الطموح والامتاع التي احياها نهاية كل عام بالاوبرا .. 
ووافقت ان اكون مع حبيبه شريك !!!
لكنه طلب ان يتركني الان سريعاً للقاء الاخر .. لم اغضب 
لكني فكرت طويلاً في حالة تجربتي الخامسة .. كان هو الاسفل ثم اصبح  طائعاً بالكذب فلما لم اقترب له .. ذهب لمن اوقعه طريقه معه لكي ينال من اوهام السعادة .. وفي كل هذه السنوات ظل كما قيل .. كما هو الحال لي .. لم يتغير من الامر شيئاً .
دوائر مغلقة ومن تاني اكيد فاشلين !!


الوســادة الحمــرا

  • الحب الاوحد
Powered By Blogger